بَاريس أصبحت بجوَار إقلِيم شَانْغْهَايْ الصِّينيّ الصينيون خطيرين
يبدُو أنّ مفاجآت "الجنس الأصفر" لا تنتهِي حتّى تبدأ من جدِيد، كمَا يتضح جليَّا بأن مهَارات فنّ "التقليد الدقيق"، التي زاوج فيها الصينيُون بين ما جُبلُوا عليه وما اكتسبُوه وطوّرُوه، لم تضع سقفا لها تحقيق الإبهَار، تجاه المغاربة، بصنع "بلغَة" فَاسيَّة متقنة أو "نفَّار" مرّاكشيّ Made In China.
يتعلّق الأمر هذه المرّة بمدينَة كَاملة اختير لها، من طرف الواقفين وراءها، اسم "تيَانْدُوشَانْغْ".. حيث تقع بشمال الصّين، على بعد 200 كيلومتر فقط عن قلب إقليم شَانْغهَاي ذائع الصيت، وهي صورة طبق الأصل لقلب العاصمة الفرنسيَّة بَارِيس.
هو حيّ "خرج من العدم" ليكُون مُحاكاة لعاصمة الأنوار التي استُنبتَت بأقصَى الشرق.. كلّ التفاصيل الباريسيّة حاضرة بـ"تيَانْدُوشَانْغْ"، حتّى قوس النصر، وكذا برج إيفل الذي حقّقت نسخته الصينيَّة 33% من حجمه بعلو لم يتخطّ الـ108 أمتار.
التحفة التي رُفع عنها الستار وأعلن وجودها للعلن هي نسخة مصغّرة من باريس تستطيع استقبال قرابة الـ100 ألف من القاطنين.. حيث أنّ بناياتها تمّ وضعها رهن إشارة الراغبين في الاستقرار وفقا لسومة كرائيَّة، حيث يبلغ سعر الاستغلال الشهري لشقّة من 300 متر مربّع، مثلا، ما يعادل الـ5500 من الدراهم المغربيّة.
تبقَى "بَاريس الصّينيَّة"، حتّى الساعة، خاليَّة إلاّ من 30 فردا اختاروا أن يقطنوها بشكل يمكّن من اعتبارهم، الآن، "سكّانا أصليّين".. وتبقَـى مفتقرة لدينامية الحركة وسطها، فيما يقصدها عرسان جدد، ممّن لا يمكنهم اكتراء إحدى شققها ولا السفر نحو "باريس الحقيقيّة"، لالتقاط صور تذكارية تؤرّخ لـ"سياحة مزيَّفة".